أحد أهم أنواع الورود القديمة التي عرفت منذ
آلاف السنين ويعرف أيضاً باسم الوردة الدمشقية نسبة إلى مدينة دمشق.
تنتشر هذه الشجيرة في لبنان، وفي سورية في
غوطة دمشق، القلمون، المراح، رنكوس، عسال الورد، سرغايا. ضمن مجموعات وأعداد قليلة
محدودة، لذلك فهي من الأنواع المهددة بالانقراض، وقد اعتمدت شعاراً لمعرض الزهور
الدولي الذي يقام سنوياً في مدينة دمشق.
يتشابه هذا النوع في صفاته مع ورد فرنسا R.
gallica وذكر أن هناك عدة هجن ابتداءً من الوردة الدمشقية منها هجين
الوردة الدمشقية XR. Damascena. Mill ويسمى Rose de damas وهو هجين نتج عن تهجين R. gallica X R. canina ووصفت بأنها شجيرة صغيرة تبلغ
2م أو أكثر متعددة السوق، مستقيمة ذات إبر معكوفة متماثلة ذات نسيج حريري صلب
وأوبار قاسية مفرزة، الورقة المركبة مؤلفة من 5-7 وريقات ذات أسنان بسيطة جرداء،
من الوجه العلوي، وأوبار قليلة على الوجه السفلي ذات أذينات بسيطة مشطية الشكل،
حامل الزهرة ذو أشواك خشنة ولون الزهرة زهري
تغوص الوردة
الشامية في بطون عصور التاريخ القديمة فقد تم اكتشافها في رسم لها على جدار قصر في
جزيرة كريت منذ نحو2000 سنة قبل الميلاد.
كما ذكرت الوردة
الدمشقية R. damascena في مجموعة التصنيف وأطلق
عليها اسم Rose de damas أو Rose
de doestu وذكر أنها مزروعة في سورية وأدخلت إلى فرنسا خلال حروب الفرنجة
نحو عام 1254م، وأصبحت تزهر فيها مرتين في السنة ولهذا السبب عرفت الوردة الدمشقية
باسم وردة الفصول الأربعة Quatre Saisons.
كما أشير إلى
الوردة الشامية في كتاب قانون الدواء Bill of medicin المعد في
عهد الملك Edward الأول عام 1306م وهو أول ملك استخدم الورود كرمز لعرشه، وقد كانت
الوردة الدمشقية أيضاً ضمن الرسومات الفنية التي تم إنجازها في العصور الوسطى فقد
رسمت مع زهور أخرى في لوحة للسيدة العذراء، حتى إن الكاتب شكسبير قد ذكرها في
تعابيره الجمالية: (هي حلوة جميلة كجمال وردة دمشق) لعدم وجود منافس يفوقها جمالاً
وعطراً.
وبسبب ذلك العطر
نجدها تنمو في بلغاريا وتركيا وإيران والهند، وتوسعت بلغاريا في زراعتها وأطلقت
عليها اسم R. Bulgarica وزرعتها للاستثمار في وادي
كازانلك Kazanlik بدلاً من الوردة المحلية المعروفة باسم الوادي وذلك بعد العديد من
الدراسات حيث مثلاً في عام 1976 أجريت دراسات على سلالات الورد الشامي في بلغاريا
أظهرت أن السلالات المدروسة تختلف في تباين عدد البراعم على النبات بين 500-700
برعم/نبات؛ واللون الرئيسي للأزهار هو الوردي، عدد بتلات الزهرة من (31-40) وعدد
المآبر (63-111) ووسطي وزن الزهرة 2-2.5غ، والمحتوى من الزيت 0.029-0.07% وإن أغلب
السلالات كان محتواها من الزيت الجوهري الرئيسي مرتفعاً مقارنة بالوردة البرية
البلغارية (النظامية).
وبشكل عام فإن الوردة الشامية هي تلك الشجيرة المتساقطة الأوراق، يبلغ
ارتفاعها 2.5م أو أكثر، أوراقها مركبة متساوية تتألف من 5-7 أوراق ذات أبر أو
أشواك كبيرة معكوفة أما أزهارها فهي وردية اللون عطرة جداً، بحجم من 4-5 سم،
وثمارها بيضاوية الشكل تقريباً ذات لون أحمر نسبياً عليها بعض الأشواك، وبداخلها
بذور مع أوبار حريرية، تزهر مرة واحدة في السنة ابتداءً من نيسان وحتى نهاية شهر
حزيران.
تعد الوردة الشامية أصلاً
وراثياً مقاوماً للجفاف والكلس وتتحمل البرودة وتمثل النواة الوراثية لاستنباط
الأصناف الحديثة.
وهي من النباتات الطبية
والعطرية والتزيينية الاقتصادية المهمة لاحتواء أزهارها عطر الورد، يستعمل الزيت
العطري كمواد قابضة للأنسجة لمنع النزيف والسيلان وللغرغرة ويمكن استخدامه في
تحضير عسل الورد، تحتوي ثماره فيتامين C ويستخدم
مغلي الثمار مع البذور لمعالجة الحصى والرمل في الكلى، ويستخرج زيت الورد محلياً
لتحضير العطورات وماء الورد.
أما الأزهار فتستعمل في صناعة
المربيات والشرابات وتحضير الزهورات، ومما تجدر الإشارة إليه أن 1 غ من زيت الورد
يساوي بالقيمة وزن 1غ من الذهب.
إن هجرة الوردة الشامية من
موطنها ومهدها وقلة أعدادها وندرة انتشارها حيث لم يبق منها إلا أعداد قليلة،
وأهميتها الاقتصادية دفعتنا من جديد للاهتمام بها والتوسع في زراعتها للاستفادة منها
طبياً وعطرياً وتزيينياً، والمطلوب من مراكز البحوث في وزارة الزراعة ومن الباحثين
في المؤسسات العلمية وطلاب الدراسات العليا الاهتمام بهذه الشجيرة المهمة والحفاظ
عليها من الانقراض، وتجديد زراعتها، بصورة إنتاجية، كخدمة وطنية.
وكان من باكورة الاهتمام بهذه
الشجيرة دراسة أعدت لنيل شهادة الماجستير في كلية الزراعة بجامعة دمشق بإشراف
المؤلف عام 1996 لدراسة العوامل التي تؤثر في تجذير عقل الورد الشامي، تمت الدراسة
على عقل نصف خشبية بطول 20 سم أخذت في موعدين الأول في شباط والثاني في حزيران
وعوملت بتراكيز هرمونية مختلفة من IBA في أوساط تجذير مختلفة،
وكانت العوامل البيئية
الثابتة هي: درجة حرارة الوسط 25ºم ودرجة حرارة الهواء حول العقل 18ºم والرطوبة الجوية في بيت الإكثار 85%،
أظهرت النتائج أن
موعد أخذ العقل في شباط كان أفضل، والتركيز الهرموني 4000 جزء بالمليون كان
الأفضل، وأثبت وسط التجذير الذي هو مزيج متساوٍ من الرمل ونشارة الخشب تفوقه على
باقي الأوساط.الورد الشامي Rosa damascena: